نساء من ذهب- كتاب من إصدارات جمعية معهد تضامن النساء الأردني 2024

181
largeImg

نساء من ذهب

Women Made of Gold

كتاب يرصد و يوثق محطات حياة عدد من النساء الرياديات القياديات الأردنيات ضمن مجالات متنوعة

 

الكتاب كاملا للاطلاع اضغط على الرابط: 

نساء من ذهب

الملخص

بداية هناك مجموعة من النقاط والمحاور التي تقف خلف إعداد هذا الكتاب بعنوان: "نساء من ذهب" الذي قام برصد وتوثيق محطات من حياة عدد من النساء الرياديات القياديات الأردنيات ضمن مجالات واختصاصات متنوعة، لذلك تعتبر جمعية تضامن أن إنجاز هذا العمل في سياق "مشروع سياسات لمناهضة العنف في بيئة وعالم العمل" بدعم من الصندوق الأفريقي لتنمية المرأة AWDF، والذي يهدف إلى التصدي للعنف في بيئة العمل من خلال تعزيز دور منظمات المجتمع المدني وتحسين الإطار القانوني والهيكلي والسياسات الخاصة بظروف مشاركة النساء في سوق العمل،هو إضافة نوعية لموارد وأدبيات وأبحاث ودراسات ووثائق جمعية معهد تضامن النساء الأردني، والتي سيتم توظيفها في مجالات مختلفة نظرًا لطبيعة الأهداف والغايات التي دفعت تضامن للبدء بالحلقة الأولى من "حفظ الذاكرة النسوية الأردنية". 

إن فكرة رصد وتوثيق قصص النجاح الغنية الزاخرة بالعِبر والدروس المُستفادة والتجارب الإنسانية لعدد من الرياديات القياديات الأردنيات جاءت في إطار تحقيق عدد من الأهداف والغايات وبشكل أساسي:

الهدف الأول والمتمثل بــــــِ: 

ـ تكريم هؤلاء السيدات وتسليط الضوء على تجاربهن الإنسانية وخبراتهن خلال حياتهن ولنقل لهنّ "شكرًا"، ونحن ممتنات لكنّ لأنكنّ بجهودكنّ ومثابرتكنّ وصبركنّ ونجاحاتكنّ أضأتن عتمة الطريق، وخلقتنّ آفاقًا لأحلام يُمكن العبور إليها وتحقيقها لمن يليكن من النساء والفتيات على امتداد الحلم وآفاقه، خصوصًا وأن العادة درجت في بلادنا أن يتم تكريم الأغلب منّا  خلال  "حفل التأبين"، ونحن نفضل وبأمس الحاجة لمن يرى إنجازاتنا كنساء ورياديات وقياديات ومبدعات وأمهات "خلال حياتنا وليس بعد مماتنا" لذلك؛ نحن في إطار هذا الرصد والتعميم لتجاربهن نُرسخ ونُضيء على نجاحاتهن ونستفيد منها كدروس مُستفادة وقصص نجاح يُحتذى بها، لذلك "شكرًا" من القلب للقلب وننحني احترامًا لجهودهن وإنجازاتهن. 

الهدف الثاني والمُتمثل بــــِ:

- حيث أن تلك الحيوات زاخرة بالعبر والمعاني والدروس المُستفادة كقصص نجاح، فقد تُشكل منهجًا للبعض وبوصلة تُرشد البعض الآخر وشمعة تُضيء عتمة الطريق في حياة امرأة ما أو فتاة تخطو خطواتها الأولى في الحياة العملية أو الأسرية، وذلك من خلال الاسترشاد بأنموذج ما من تلك الخبرات والتجارب العملية الواقعية والتي قد تُشبهنا في كثير من الأوجه والظروف. بالإضافة إلى أن تلك القصص والتجارب الإنسانية الواقعية ستكون جزءً أساسيًا من أدبيات وأدلة وأبحاث ودراسات جمعية معهد تضامن النساء الأردني، وبالتالي تُعتبر جزءً من عملية بناء المعرفة والمهارات وتطوير القدرات والتي سيتم استخدامها وتوظيفها خلال برامج التوعية والتثقيف المجتمعي وللمجتمع النسوي بشكل خاص.

علمًا بأن جمعية تضامن تلعب دورًا بناءً ومحوريًا في عملية بناء القدرات للعديد من الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني وشركائنا في مختلف الأقاليم على امتداد الجغرافيا الأردنية، بالإضافة طبعًا لقطاع الشباب والشابات واليافعين واليافعات من طلبة المدارس الثانوية والجامعات والذي يُعتبر أحد القطاعات التي تستهدفها جمعية معهد تضامن النساء الأردني. 

آلية ومعايير الاختيار للمجموعة الأولى من الرياديات الأردنيات:

فيما يتعلق بمعايير الاختيار التي اعتمدتها جمعية معهد تضامن النساء الأردني في اختيار هذه الكوكبة من الرياديات الأردنيات في مجالات متعددة، جاءت ضمن نهج اعتمد التنوع في الاختصاصات/ مجالات العمل/ الخبرات/ الفئات العمرية/ والجغرافيا بحيث شملت؛ "المدن، القرى، المخيمات، والبوادي".

مع تأكيدنا على أنها عينة لم تشمل وربما لن تكون عادلة من حيث الشمول الأوسع والعادل، نظرًا لأن هناك عشرات بل مئات وآلاف من النماذج النسوية الرائدة والمؤثرة والقيادية على امتداد الجغرافيا الأردنية، ولم يتسنى لنا الإضاءة على تلك التجارب والشخصيات آملين أن نتمكن لاحقًا من حصر أكبر عدد مُمكن من المؤثرات الأردنيات "سواء اللواتي حالفهن الحظ بتسليط الضوء عليهن أو ممن ما زلن أشبه بالجوهر المكنون في طي الحفظ وربما النسيان في بعض الأحيان من البعض" في محاولة من تضامن لحفظ الذاكرة النسوية ما أمكنها ذلك من حيث توفر الموارد اللازمة لهذا الإنجاز.

أيضًا نود الإشارة إلى أن تلك المقابلات الموجزة ليست سيرًا ذاتية لهؤلاء الرائدات، بل هي عبارة عن "مقتطفات من تجاربهن وخبراتهن بما فيها من إنجازات أو تحديات"، حيث حاولنا خلال تلك المقابلات التقاط ما يُمكن مما ورد على لسانهن، إلا أننا أيضًا نؤكد أن هناك الكثير الكثير مما لم يتسنى لنا معرفته أو توثيقه، مؤكدين على ضرورة حفظ الذاكرة النسوية كجزء من الإرث والميراث للأجيال القادمة.

لذلك سنسعى مستقبلًا لتحويل تلك الحيوات "وفق الموارد" لتوثيقها مُتلفزة من خلال عين الكاميرا التي تلتقط الصورة والكلمة والإيماءات والأحاسيس عندما تُبدع بعض النساء باستخراج مخزون الذاكرة.

ماذا عن التحديات والصعوبات التي واجهتها هذه المجموعة من الرياديات الأردنيات؟

عندما نريد أن نتحدث عن التحديات والمُعيقات التي واجهتها هؤلاء الرياديات خلال استعراضهن لبعض المحطات في مسيرة حياتهن، كان أحد المحاور الأساسية للمقابلة هو تناول هذه الصعوبات وطبيعتها وأسبابها والآليات اللاتي اعتمدنها في تذليل هذه الصعاب والعقبات وتجاوزها، وبالطبع تختلف طبيعة الظروف والتحديات ومسبباتها وأدوات مجابهتها من امرأة لأخرى، بالإضافة لاختلاف وتنوّع شبكات الدعم الأسري والمجتمعي من واحدة لأخرى.

ولذلك؛ فإن الغاية من التطرّق لهذه النقطة تتمحور في نقطتين هامتين، هما:

- حفظ الذاكرة النسوية الزاخرة والثمينة كإرث وميراث للأجيال القادمة. 

- رصد وتوثيق طبيعة التحديات والمُعيقات التي واجهنها ومن ثم تحليلها والوقوف على مسبباتها سواء أكانت قانونية/ اجتماعية/ ثقافية/ اقتصادية/ موارد وفرص...الخ، وبناءً عليه؛ الخروج بتوصيات لصنّاع وصانعات القرار والمؤثرين والمؤثرات لاطلاعهم وحثّهم على الحد منها ما أمكن ذلك.

مع التأكيد على أن طبيعية العقبات اللاتي واجهنها تختلف من واحدة لأخرى، وقد تكون مُركبة بمعنى مُتعددة الأوجه والمُسببات، بالإضافة طبعًا إلى هناك اختلافات أيضًا تتعلق بشبكات الدعم المقدّم لكل واحدة منهن على حدة.

وكمثال؛ 

هناك من كان التحدي بالنسبة لها اقتصاديًا بالدرجة الأولى بمعنى التبعية الاقتصادية، وهناك من كان التحدي يتعلق بالموروثات الثقافية والاجتماعية وعوامل التشئة الأسرية كالتمييز بين الجنسين وعدم المساواة، وأخرى كان التحدي بالنسبة لها يكمنُ في صعوبة وعدالة الوصول للموارد والفرص...الخ، وبالطبع؛ هناك من واجهت أشكالًا متعددة/ مركبة من الصعوبات والمُعيقات خلال مسيرتها نحو التفوّق والنجاح والإنجاز، وبالتالي استطعن إحداث التغيير والفرق في الحيز الخاص والحيز العام.

خصوصية رصد وتوثيق تجارب نساء "محليات": 

يهمنا في تضامن أن نضئ تحت هذا العنوان وبعجالة على النحو الآتي: عادة وعلى الأغلب الأعم تزخر العديد من الأدلة التدريبية ضمن سياقات مُختلفة سواء اجتماعية/ اقتصادية/ ثقافية/ سياسية وغيرها من المجالات، ونقصد هنا تلك الأدبيات التي تُستخدم للتدريب والتوعية وتعديل الاتجاهات أو التزويد بمعلومات أو مهارات حياتية أو غيرها، حيث يتم استخدام حالات دراسية لنساء "كقصص نجاح" أحدثن فرقًا وتغييرًا في مجتمعاتهن، لكنهن من مجتمعات أخرى وثقافات وعادات وتقاليد مختلفة ومغايرة تمامًا لواقعنا ومواردنا، بل ولتشريعاتنا وخاصة ما تتعلق بالبعد الديني وتفسيراته التي تُستخدم من الكثيرين  بشكل غير صحيح وغير عادل ولا يُنصف النساء في أحيان كثيرة "حيث قد يتعمّد البعض إخراج النص الأصلي عن مقاصده وغاياته ومعانيه الحقيقية حتى في ســـياق القوانين الوضعية "رغم أنه من المعلوم أن العديد من القواسم المشتركة بين النساء تتجاوز حدود الجغرافيا والقانون والعادات والتقاليد...وغيرها كموضوع العنف ضد المرأة أو إقصاء وتهميش النساء أو استضعافهن وهن "لسن ضعيفات بطبيعتهن". 

وبناء على ما تقدم؛ فإن مسألة محاكاة تلك النماذج المُغايرة تُصبح صعبة وأحيانًا صعبة للغاية بحيث يراها البعض تُلامس المستحيل، فمثلًا: عندما تستعرض مُدرّبة ما قصة نجاح لامرأة ما من مجتمع وثقافة وقانون وموارد وعادات مغايرة تمامًا لواقع وحياة هؤلاء المشاركات في تلك الدورة أو الجلسة التدريبية، فقد تجد الكثير من المشاركات أنه لا يُمكنهن محاكاة تلك النماذج مهما كانت مؤثرة أو مُلفتة أو مُنجزة حتى لو أبدين الإعجاب والاهتمام بها.

لـــــــــــــــذلك؛

ستُشكل قصص هؤلاء الرائدات حال استخدامها أنموذجًا محليًا "يُشبهنا ويُشبه ظروفنا" ومن المُمكن محاكاته واتخاذه أنموذجًا يُحتذى، وبالتالي يحدُ استخدام تلك النماذج النسوية المحلية من إطلاق التهم المعتادة والاتهام بالتغريب والأجندات الغربية وغيرها من التُهم المُعدة مسبقًا، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالنساء وقضاياهن وقضايا حقوق الإنسان بشكل عام. 

وبناء على كل ما تقدم؛ عملت تضامن كمنظمة نسوية حقوقية تنموية تسعى لتمكين النساء وتعزيز مشاركتهن في الإطارين الخاص والعام من خلال سعيها لتوثيق ورصد هذه النماذج الوطنية/ المحلية وإبراز نجاحاتهن وقُدرتهن على تخطي الصعاب وتذليلها، وبالتالي تحسين نوعية حياتهن وحياة أسرهن ومجتمعاتهن، وبالتالي تتحول حكاياتهن وتجاربهن لبوصلة يُحتذى بها مُمكنة التحقيق على الأغلب. 

 

 

أترك تعليقاًpen