الرئيسية / إصدارات تضامن / تضامن : إعتداءات وتحرشات جنسية متزايدة بالنساء والفتيات في مصر لن تسكت أصواتهن ولن تهمش أدوارهن وستزيدهن قوة وعزيمة

تضامن : إعتداءات وتحرشات جنسية متزايدة بالنساء والفتيات في مصر لن تسكت أصواتهن ولن تهمش أدوارهن وستزيدهن قوة وعزيمة

“تضامن” تدين الإعتداءات الجنسية الممنهجة ضد النساء والفتيات المصريات

أطلقت مجموعة “إنتفاضة المرأة في العالم العربي” الناشطة على شبكة الإنترنت وموقع التواصل الإجتماعي “الفيسبوك” حملة ضد الإعتداءات والتحرشات الجنسية التي تعرضت لها النساء والفتيات المصريات خاصة خلال الإحتفالات بالذكرى الثانية بالثورة يومي (25) و (26) يناير / كانون ثاني (2013) وما تلاها من تظاهرات ومسيرات في مختلف المحافظات المصرية. وطالبت المجموعة من كل شعوب العالم الإعلان عن تضامنهم ووقوفهم الى جانب النساء والفتيات المصريات بتنفيذ وقفات إحتجاجية أمام السفارات / القنصليات المصرية في كل دولة تحت شعار “وقفة عالمية ضد الإرهاب الجنسي الذي يمارس على المتظاهرات المصريات” وذلك يوم الثلاثاء الموافق 12/2/2013 الساعة السادسة مساءاً.

وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني “تضامن” الى أن ظاهرة التحرش الجنسي منتشرة بشكل واسع في معظم الدول العربية ، وفي جميع الأماكن كالشوارع والمؤسسات التعليمية وأماكن العمل ، إلا أن إنتشارها في مصر وصل الى أرقام قياسية لا يمكن السكوت عليها ، وتعدت في مفهوم ممارستها من قبل المتحرشين من الطابع الجنسي البحت لتشمل الأعمال الممنهجة ذات البعد السياسي بهدف إبعاد النساء والفتيات عن المشاركة السياسية وتهميش أدوراهن ومنعهن من التمتع بحقوقهن كمواطنات في رسم مستقبل بلادهن.

لقد واجهت النساء والفتيات المصريات ولا زلن تحرشات جنسية وإعتداءات تصل لحد الإغتصاب ، ونشطت العديد من منظمات المجتمع المدني المصرية خاصة النسائية منها بتنظيم حملات ضد التحرش الجنسي وتطالب بوضع قانون لمكافحته ، ففي نهاية عام (2005) أطلق المركز المصري حملته ضد التحرش الجنسي ، تحت شعار “لنجعل شوارعنا آمنة للجميع” ،  وساهمت في رفع وعي المجتمع بأهمية مكافحته ، وقامت وزارة السياحة بإصدار وتوزيع نشرة معلومات عن التحرش الجنسي في الشارع المصري ، كما قام كل من المجلس القومي للمرأة ، وأعضاء البرلمان، والمكتب العربي للاستشارات بصفته شريكاً للمركز المصري لحقوق المرأة، بإعداد ثلاثة مشروعات قوانين ليتم عرضها على مجلس الشعب المصري.

وتضيف “تضامن” أن أفراد ومجموعات ومنظمات محلية ودولية وجدوا في وسائل التكنولوجيا الحديثة خاصة الإنترنت وسيلة فعالة في التوعية بخطورة الإعتداءات الجنسية عامة والتحرشات الجنسية بشكل خاص ، وأصبح بإمكان المتحرش بهن التواصل والإبلاغ بشكل مباشر عن أية واقعة بإستخدام موقع “خارطة التحرش الجنسي في مصر” الذي يرصد حالات التحرش في جميع محافظات مصر. كما أطلق صندوق الأمم المتحدة للسكان بمصر عام (2010) حملة الكترونية من أجل مكافحة التحرش الجنسي أظهرت أن غالبية الناس يدركون وجود التحرش الجنسي ، وأنه يحدث في كل مكان. كما يبين أنه على الرغم من أن (72%) يؤيدون وجود قانون لمواجه هذه المشكلة ، إلا أن ما يقرب من نصف المستطلعين لن يتخذوا إجراءات إذا شاهدوا تحرش بامرأة.

وتؤكد “تضامن” على حقيقة تزايد نسب التحرش الجنسي بالنساء والفتيات في مصر على الرغم من كافة الجهود التي بذلت ولا تزال من مختلف الجهات للحد من الظاهرة ، حيث تشير دراسة أعدها المركز المصري لحقوق المرأة عام (2008) الى أن حوالي (80%) من المصريات تعرضن للتحرش الجنسي وفي دراسة أحدث وصلت النسبة الى (83%) وأن معظم الضحايا ممن يرتدين الحجاب ، ويجد المركز بأن (98%) من الزائرات الأجنبيات تعرضن لشكل من أشكال التحرش أو المضايقات . وأشار تقرير لمكتب شكاوى المركز القومي لحقوق الإنسان الى أن حوالي (64%) من نساء مصر يتعرضن للتحرش الجنسي سواء باللفظ أو بالفعل في الشوارع والميادين العامة ، مما يضع مصر في المرتبة الثانية على مستوى العالم بالتحرش الجنسي بعد أفغانستان.

وتنوه “تضامن” الى أن الصحفيات المحليات والأجنبيات لم يسلمن هن أيضاً من التحرشات الجنسية خاصة خلال تغطية المظاهرات والمسيرات في الميادين العامة ، مما دفع بمنظمة “مراسلون بلا حدود” الى نشر نصيحة تدعو “المؤسسات الإعلامية الى الأخذ بعين الإعتبار أن الخطر على النساء الصحفيات أكبر منه على الرجال أثناء تغطية المظاهرات في ميدان التحرير في القاهرة”.

وتزايدت حدة التحرشات والإعتداءات الجنسية حيث كشفت جمعية “قوة ضد التحرش والإعتداء الجنسي” عن تعاملها مع (19) حالة إعتداء جنسي تم الإبلاغ عنها أثناء المشاركة في تظاهرات الذكرى الثانية للثورة في ميدان التحرير حيث تم استخدام أسلحة بيضاء وأدوات حادة خلال أعمال العنف الجنسي ، بهدف تحييد النساء عن الحياة السياسية في مصر ، وإتخذت هذه الإعتداءات الطابع الممنهج والجماعي في تنفيذها.

وتشير “تضامن” الى ردة الفعل العنيفة من جانب المنظمات النسائية والناشطات والتي عبرن عنها بمسيرة “الشارع لنا” التي إنطلقت قبل أيام من ميدان السيدة زينب بالقاهرة ضد ظاهرة التحرش والإعتداء الجماعي على النساء في الأماكن العامة ، والى الوقفة العالمية ضد الإرهاب الجنسي التي ستنظم اليوم ، والى تزايد المطالبات بضرورة سن قانون يجرم التحرش الجنسي بشكل مستعجل.

وفي الوقت الذي تؤكد فيه “تضامن” على إدانتها لكافة الإعتداءات الجنسية بما فيها التحرشات التي تتعرض لها النساء والفتيات في مصر ، وإستنكارها للأسلوب الممنهج والجماعي المستخدم في تنفيذ تلك الإعتداءات ، فإنها تدعو الحكومة المصرية الى إتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بحماية النساء والفتيات من هذه الإعتداءات وجعل الأماكن العامة والشوارع آمنة للجميع ، وإصدار قانون يجرم التحرش الجنسي بصورة مستعجلة ، وضمان عدم إفلات المتحرشون من العقاب.

جمعية معهد تضامن النساء الأردني

12/2/2013